كذب عليها
وكذبت عليه
كان يُحدثها عن تاريخه وبطولاته وإعجاب الفتيات به
وترفعه عن تلك العلاقات العابرة بحياته
فهو إنسان مُستقيم له هدف واحد في الحياة
وهو أن يحقق ذاته ويبني مُستقبله
هو وفتاة أحلامه
و كان الكذب
يُغلف كُل آحاديثه
فكان يتحدث عن رجل لا وُجود له
ولعله كان يتمنى في قرارة نفسه
أن يكون هو ذاك الرجل
الذي يصفها له
آما هي فآرادت أن تُلمع صورتها في عينيه
وأن تظهر بصورة الفتاة
النقية التي لم يعبث بعذريتها الزمان
فتفننت في رص الأكاذيب
عن آدبها
وحيائها
وآخلاقها
وحاولت أن تُقنعه بأنها بدلت رقم جوالها القديم
لأنها ملت من المُضايقات
من بعض الشباب التافه والذي لاهم لهم سوى
معاكسة الفتيات
حتى لا يشك بأنها ترغب بمسح أي آثر
لماضيها الأسود
تقربا من بعض
واحبا بعضهما البعض
وتزوجا
والمُضحك بالأمر
أن كلاهما كان يُدرك تماما
بأن الأخر كان يكذب
وكآنا أجبن من أن يواجها بعضهما البعض
لأن كُل منهما
كاذب
/
/
/
والسؤال الذي حيرني
مالذي دفعهما لتصديق آكذيبهما على بعض
هل لأنهما لم يملكا حلاً
آخر لطمس ماضيهما
إلا
بالكذب ؟؟؟؟
/
/
آتسائل آحياناً لماذا يكذب البعض ؟
ولماذا نعجز عن مواجهتهم
بهذه الأكاذيب؟
بل لماذا نصل لمرحلة من السذاجة
بأن نُقنع أنفسنا
بصدق آكاذيبهم؟